عاجل
السبت 28 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة
البنك الاهلي
"شركاتنا"..  وعمار..  يا غزة!

"شركاتنا"..  وعمار..  يا غزة!

الاقتصاد والسياسة..  دائما وجهان لعملة واحدة، ولا أحد يقلل من أهمية واحد عن الآخر، وكلاهما مرتبط بالآخر، ومن المتعارف عليه أنه لن يكون هناك اقتصاد وتنمية إلا مع وجود الأمن والاستقرار.. طبعا عرفتم أتحدث عن من؟ إنها حديث الساعة..  المبادرة المصرية للرئيس السيسي، لإعادة إعمار غزة بمبلغ 500 مليون دولار، تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، نتيجة الأحداث الأخيرة.. وتعد بمثابة دعم مباشر لأمن واستقرار قطاع غزة.



 

 

والتي جاءت متزامنة مع جهود مصر للتوصل إلى اتفاق تهدئة، لوقف الاشتباكات في الضفة الغربية بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية.

 

 

وبطبيعة الحال تعد المبادرة بمثابة دعم الجهود السياسية والدبلوماسية التي تقودها مصر على المستوى الدولي ومع طرفي النزاع لإنهاء "حالة الحرب" القائمة في أسرع وقت ممكن.

 

 

ونظرا لأن المبادرة تتضمن أن تشارك الشركات المصرية المتخصصة في تنفيذ عملية إعادة الإعمار.. فهذا يعني مسؤولية ووقوع عبء عمليات الإعمار على شركات المقاولات المصرية والشركات المتخصصة بالبنية التحتية لتنفيذ عمليات إعادة الإعمار.. ومن هنا لا بد أن نتوقف كثيرًا! فهناك مهمة كبيرة على شركاتنا لا بد أن تتهيأ وتعمل بصورة منظمة في تلك المهمة لأدائها.. ليس فقط في عمليات الإعمار..  ولكن أيضًا العمل على استغلال الثروات والموارد الاقتصادية المتوافرة في فلسطين؛ والتي تمثل مصادر يمكنها تحقيق دخل مهم للشعب الفلسطيني مع استغلال طاقة العمل المتاحة بالقطاع وفتح باب رزق لهم.

 

 

كما يقع على الشركات المصرية التي ستشارك في إعادة الإعمار مهمة نقل خبراتها التنموية للأشقاء الفلسطينيين بكل وضوح، وستترك بصمات عمرانية مصرية كبيرة تتماشى مع تجربة مصر التنموية الرائدة الراهنة والتي يشيد بها زعماء العالم، وكان آخرهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

 

 

وبطبيعة الحال وبدون شك؛ فإن شركاتنا المصرية قادرة على تحمل تلك المسؤولية، من واقع الخبرة الكبيرة في عمليات إعادة الإعمار مع دول الجوار، وكانت من آخرها تجربتها الناجحة في ليبيا، وذلك في إطار تخفيف معاناة الفلسطينيين بعد الدمار الكبير الذي لحق بغزة من جراء الاعتداءات الإسرائيلية، ويعد ذلك دورًا أصيلًا لمصر كشقيقة كبرى، وراع تاريخي للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

 

 

ولكن أولستم معي، أن هناك الحاجة إلى التكاتف والتنسيق بين منظمات الأعمال واتحادات المقاولين والصناعة لتنظيم العمل من خلال خطة منظمة، لتفعيل مبادرة الإعمار من خلال الشركات التابعة لتلك المنظمات بدلا من عمل كل منظمة على حدة دون التنسيق اللازم بينهم، خاصة بعد أن أبدى اتحاد الصناعات إعلانه دعم هذه المبادرة بكل الإمكانيات المتاحة، وأيضا تأكيد الغرف التجارية، العمل على تحريك الشركات المصرية لتوفير الإمكانيات الأزمة لإعادة إعمار غزة إلى جانب التواصل مع الغرف في جميع المحافظات لحث منتسبيهم للتبرع العيني بمواد البناء ومستلزمات إعادة الإعمار، وكذا مشاركة المكاتب الاستشارية الهندسية وشركات المقاولات لتنفيذ إعادة الإعمار، كما أعلنت شركات المقاولات والإنشاءات المصرية الاستعداد للمشاركة في إعمار قطاع غزة دعمًا للمبادرة والدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية.

 

 

كما أن مشاركة الشركات المصرية في إعادة إعمار غزة، تعد بمثابة خطوة مهمة تأتي بعد ذلك في ظل العمل على وقف القتال كلية، وفك الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، الذي يمتلك موارد طبيعية وإمكانات كبيرة، وبالتالي يمكن تنفيذ مشروعات تنموية مختلفة واستخراج البترول والغاز في ظل توافر حالة الاستقرار وتوحيد الصف الفلسطيني، من خلال إبرام اتفاقات تعاون لإنجاز ذلك، والتخطيط للاستغلال الأمثل للثروات المتوافرة في فلسطين وغزة من موارد طبيعية وفيرة مثل مصادر المياه العذبة والمياه الجوفية، والأراضي الخصبة، وحقول الغاز الطبيعي والنفط المكتشفة في الآونة الأخيرة.. والعمل على استغلالها.

 

 

ولا جدال أن مصر لديها الإمكانات والقدرات من خلال القطاع الخاص، ما يؤهلها للمشاركة بقوة في عملية إعادة الإعمار، كما أن مشروعات إعادة الإعمار تمثل أولوية لكافة الشركات المصرية من استثمار عقاري ومقاولات ومكاتب استشارية مواد البناء وغيرها خاصةً بعدما خاض القطاع الخاص المصري أعظم التجارب في تنفيذ المشروعات القومية والضخمة خلال 6 سنوات الماضية، وأثبت الاقتصاد المصري خلال السنوات الاخيرة، خاصة قطاع المقاولات والشركات الخاصة، نجاحه وقدرته على تنفيذ مشروعات تنموية كبرى وبنية تحتية، أبرزها العاصمة الإدارية الجديدة والمدن الجديدة العلمين والعبور والمنصورة وغيرها.. ومشروعات تحديث البنية التحتية في ريف مصر.

 

وعلى ذلك أصبحت هناك الحاجة إلى تحرك منظم ومشترك للمنظمات والاتحادات المختلفة وإرسال وفود لاستطلاع الفرص المتاحة في إعادة الإعمار.

 

وأخيرًا لابد أن تتذكر شركاتنا جيدًا، ونعي جميعًا، أن دعم مصر للأشقاء الفلسطينيين من خلال الإعمار والتنمية سينعكس بصورة إيجابية على أمن البلاد وحمايتها من خلال إحكام الحدود بشكل أكبر، ومنع التهريب، والتسلل عبر البحر أو الأنفاق أو بشكل بري إلى داخل ارض الفيروز "سيناء" الغالية؛ التي تعطي فرصة لتسلل قوى الشر والإرهاب داخل وطننا الغالي!

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز